تعريف العمود الفقرى :
يتكون العمود الفقري من 7 فقرات عنقية و12 فقرة صدرية و5 فقرات قطنية و5فقرات عجزية مدمجة ثم العصص ويوجد بين كل فقرتين فى العمود الفقري غضروف الذي يعمل كمستقبل للصدمات. وتتم الحركة بين الفقرات بسهولة عن طريق زوج من المفاصل (Facet joint)
الإنزلاق الغضروفى:
الغضروف يشبه القرص ويتكون من نواه جيلاتينبة يحوطها من الخارج غلاف خارجي عبارة عن ألياف قوية ومع التقدم في العمر يحدث جفاف وتغير في التركيب الكيميائي للنواة والجدار الخارجى حيث يكون اقل قدرة على تحمل الضغط الخارجي الذي يتعرض له. عند تعرض المريض لأحد العوامل المساعدة مثل حمل أثقال أو تصادم يحدث تمزق بالطبقة الخارجية للغضروف فتتحرك النواة من خلال هذا التمزق مسببة ضيق بالقناة العصبية مما يؤدي الى الضغط على جذور الأعصاب أو الحبل الشوكى أو كلاهما فتكون النتيجة ألم شديد بالساق أو بالأطراف العلوية على حسب مكان الغضروف
تختلف الأعراض على حسب درجة ومكان ونوع الإنزلاق الغضروفى. فالأنزلاق الغضروفى العنقى قد يسبب ألم فى الأطراف العلوية (الذراع واليد) على حسب مستوى الغضروف المنزلق والعصب المصاب وقد يكون مصاحب بالإحساس بالتنميل وقد ينتهى بضعف فى عضلات الطرفيين العلويين فى حالة تطور الحالة المرضية وفي بعض الحالات المتطورة يؤدى إلى ما هو أكثر خطورة حينما يضغط على الحبل الشوكى نفسه مما يؤدى إلى كدمة الحبل الشوكى التى قد تنتهى بإختلال إتزان المريض وتأثر باقى الجسم من حيث الإحساس والحركة.
أما فى حالة الإنزلاق الغضروفى القطنى فقد يعانى المريض من ألم بالساق وهو ما يسمى بعرق النسا وهو ألم يبدأ من أسفل الظهر ممتدا فى الساق الى سمانة الرجل وممكن إلى الأصابع نتيجة إلتهاب جذور الأعصاب المغذية للساقيين وقد يصاحب هذا الألم تنميل أو وخز الإبر او كهرباء بالرجل يزيد الألم اثناء الجلوس او المشى وقد يتطور المرض إلى سقوط القدم فى حالة تلف أعصاب الحركة والإنزلاق الغضروفى فى حد ذاته لا يحدث الام اسفل الظهر أو ألم بالرقبة ولكن الألم يحدث نتيجة لحدوث التهاب بالعصب المواجه للانزلاق الغضروفى. ومن هنا تأتى أهمية الـتأكيد على فكرة إزالة الإلتهاب الحادث حول العصب كعلاج للآلام المتكررة فليس بإزالة الغضروف يحدث إنهاء للألم حيث ان التهاب العصب قد لا يكون ناتج من الضغط من الغضروف بل ناتج عن إلتهاب كيميائى نتيجة لخروج مواد كيميائية من نواة الغضروف الى العصب مسببة حدوث التهاب به
متى نلجأ للجراحة؟
ففى هذه الحالات التى لا تزيد عن 5% من حالات الأنزلاق الغضروفى لابد من اللجوء للجراحة اما عند فى حالات حدوث ألم بالساقين أو الذراعين فقط فيجب عدم اللجوء إلى الجراحة حيث أنه من الممكن تفادى الجراحة وعلاج المريض عن طريق عمليات التدخل المحدود وتجنب المضاعفات الوارد حدوثها عن طريق الجراحة .. ويتم العلاج بعمليات التدخل المحدود عن طريق إزالة التهاب الأعصاب بالتردد الحرارى مع امكانية إزالة الغضروف دون فتح جراحى وتحت تأثير المخدر الموضعى وبأستخدام الأشعة التداخلية حيث تعتبر عمليات التدخل المحدود أفضل علاج للانزلاق الغضروفى. ولكن للأسف فإن حوالى 90% من العمليات الجراحية للعمود الفقرى تتم لإزالة الألم
ويتم العلاج بدون جراحة باستخدام العمليات التداخلية المحدودة كالتالى :
وتعتمد فكرة شفط الغضروف على تقليل الضغط ومساحة الغضروف من الداخل بالنواه مما يؤدى الى شفط و تقليل مساحة الانزلاق الخارجى داخل القناة العصبية والتي تسبب الضغط على العصب. تتم عمليات التدخل المحدود لأستئصال الغضروف بدون جراحة بإستخدام المخدر الموضعى حيث يتم إدخال إبرة شفط أو تبخير الغضروف من خلال الجلد ويتم توجيهها عن طريق الأشعة التداخلية إلى نواة الغضروف حيث يتم شفط أو تبخير النواة مما يؤدي الى تقليل الضغط داخل الغضروف وبالتالى يتم تقليل الضغط على العصب المصاب.
ويتم خروج المريض فى نفس اليوم كما يشعر المريض بالتحسن التدريجى وتزداد إلى أن تكتمل فى ظرف اسبوعين او ثلاثة أسابيع و يستطيع المريض ان يزاول عمله بعد اسبوع من العملية.
وقد يحتاج المريض للخضوع لبرنامج تأهيلى لتقوية عضلات الظهر أو الرقبة للقضاء على الألم العضلى ومنع عودة المشكلة مرة أخرى بعد تمام الشفاء.
وبهذا قد تم علاج التهاب الأعصاب المسبب للألم وايضا تم علاج السبب الرئيسى وهو الأنزلاق الغضروفى فى نفس الوقت وبدون جراحة وأضرارها.